ارتجاع المريء الصامت أعراضه وعلاجه

ارتجاع المريء الصامت أو الارتجاع الحنجري البلعومي (LPR) هو أحد أنواع ارتجاع المريء، ينتج عنه ارتجاع محتويات المعدة، لكن أعراض الارتجاع الصامت عند الكبار LPR تختلف عن الأعراض النموذجية لمرض ارتجاع المريء (GERD). قد لا يعاني المريض من الأعراض التقليدية لمرض ارتجاع المريء، مثل الإحساس بالحرقان في المعدة. ولهذا السبب قد يكون من الصعب تشخيصه ويسمى أحيانًا بالارتجاع الصامت. نتعرف مع الدكتور محمد البرعي على أسباب ارتجاع المريء الصامت وطرق ومدة علاج ارتجاع المريء الصامت.

ما هي أنواع ارتجاع المرئ؟

قبل أن نتعرف على أعراض ارتجاع المريء الصامت وأسبابه وطرق علاجه، لنعرف ما هي أنواع ارتجاع المريء.

يمكن أن يصنف ارتجاع المريء إلى عدة أنواع بناءً على الأعراض وشدة الحالة وتأثيرها على المريض. الأنواع الرئيسية تشمل:

ارتجاع المريء غير التآكلي (NERD): يحدث هذا النوع عندما يعاني المريض من أعراض ارتجاع المريء المعتادة مثل حرقة المعدة وارتجاع الحمض، لكن دون وجود تآكل في بطانة المريء عند الفحص بالمنظار.
ارتجاع المريء التآكلي (ERD): يتميز هذا النوع بوجود تآكلات أو تقرحات في بطانة المريء تظهر عند الفحص بالمنظار.
مريء باريت (Barrett’s Esophagus): حالة تحدث نتيجة التعرض المستمر لحمض المعدة، حيث تتحول بطانة المريء إلى نسيج مشابه لبطانة الأمعاء، ما يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء.
ارتجاع المريء الصامت (Silent Reflux أو Laryngopharyngeal Reflux, LPR): نوع من ارتجاع المريء حيث يرتد الحمض إلى الحنجرة أو البلعوم، وغالبًا لا يصاحبه حرقة في المعدة.
ارتجاع المريء المزمن (Chronic GERD): يحدث عندما تستمر أعراض الارتجاع لفترة طويلة دون تحسن مع العلاج.
ارتجاع المريء الناتج عن فتق الحجاب الحاجز (Hiatal Hernia): يحدث عندما يندفع جزء من المعدة عبر الحجاب الحاجز إلى منطقة الصدر.

📞 اتصل الآن

ما هو ارتجاع المريء الصامت؟

ارتجاع المريء الصامت بالانجليزي هو ما هو الارتجاع الصامت؟ Laryngopharyngeal Reflux (Silent Reflux).

ينشأ ارتجاع المريء بشكل عام نتيجة ضعف أو خلل في العضلة التي تفصل بين المريء والمعدة، والتي تعمل كصمام لمنع عودة الطعام وأحماض المعدة إلى المريء أثناء تناول الطعام أو الشراب.

عندما يحدث خلل في هذه العضلة، ترجع أحماض المعدة إلى المريء، مما يسبب الشعور الشائع لهذا المرض وهو حرقان المعدة و المريء والحموضة.

في حالة ارتجاع المريء الصامت، لا تظهر أعراض ارتجاع المريء التقليدية مثل الحموضة وحرقة الصدر. بل تظهر أعراض ارتجاع المريء الصامت مختلفة في مناطق متعددة من الجسم، مثل التأثير على الأذن الوسطى، الأسنان، وأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا. مما يسبب صعوبة و تأخر التشخيص نتيجة تداخل أعراض ارتجاع المريء الصامت مع تخصصات أخرى.

أسباب ارتجاع المريء الصامت

تشمل أسباب ارتجاع المريء الصامت ما يلي:

ضعف العضلة العاصرة السفلية للمريء.
بطء تفريغ المعدة.
الفتق الحجابي.
اضطراب في تقلصات المريء.

أعراض الارتجاع الصامت

قد تشمل أعراض ارتجاع المريء الصامت للرضع والأطفال ما يلي:

بحة في الصوت
السعال المزمن
التنفس الصاخب أو توقف التنفس
صعوبة في التغذية، ومشاكل زيادة الوزن

قد يعاني البالغون من حرقة في المعدة أو طعم مرير أو إحساس بالحرقان في الجزء الخلفي من الحلق. لكنهم أقل عرضة للإصابة بمثل هذه العلامات الكلاسيكية لمرض ارتجاع المريء. تكون أعراض الارتجاع الصامت عند الكبار غامضة ويمكن الخلط بينها وبين مشاكل أخرى بسهولة. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:

السعال المستمر
بحة في الصوت
صعوبة البلع
صعوبة في التنفس
إلتهاب الحلق

مضاعفات ارتجاع المريء الصامت LPR

يمكن أن يسبب حمض المعدة الذي يتجمع في الحلق والحنجرة تهيجًا وضررًا على المدى الطويل.

عند الرضع والأطفال، يمكن أن يسبب LPR:

ضيق المنطقة الواقعة أسفل الأحبال الصوتية
التهابات الأذن المتكررة بسبب مشاكل في وظيفة قناة استاكيوس
تراكم دائم لسائل الأذن الوسطى

عند البالغين، يمكن أن يؤدي الارتجاع الصامت إلى حدوث ندبات في الحلق وصندوق الصوت. يمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالسرطان في المنطقة، ويؤثر على الرئتين، وقد يسبب تهيجًا لحالات مثل الربو أو انتفاخ الرئة أو التهاب الشعب الهوائية.

اقرأ المزيد عن: ما هو ارتجاع المرئ أسبابه وأعراضه

طرق تشخيص ارتجاع المريء الصامت

على الرغم من أن تشخيص أعراض الارتجاع الصامت أصعب من تشخيص ارتجاع المريء، لما يحتاجه من خبرة الطبيب في تشخيصه من خلال مزيج من التاريخ الطبي والفحص البدني وإجراء بعض الاختبارات. قد تشمل الاختبارات ما يلي:

الفحص بالمنظار الداخلي العلوي للمعدة والمريء.
مراقبة الأس الهيدروجيني، والذي يتضمن وضع قسطرة صغيرة عبر الأنف إلى الحلق والمريء؛ لاستشعار الحمض.

طرق علاج ارتجاع المريء الصامت

قد يشمل علاج ارتجاع المريء الصامت للبالغين هذه التعديلات في نمط الحياة:

إنقاص الوزن، إذا لزم الأمر.
الإقلاع عن التدخين، إذا كنت مدخناً.
تجنب الشوكولاتة والنعناع والدهون والحمضيات والمشروبات الغازية والمنتجات الحارة والكافيين.
التوقف عن تناول الطعام قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.
تجنب ارتداء الملابس الضيقة حول الخصر.
مضغ العلكة لزيادة اللعاب وتحييد الحمض.

بالإضافة إلى طرق علاج ارتجاع المريء الطبيعية، قد يلجأ الطبيب إلى وصف نوع واحد أو أكثر من الأدوية في علاج الارتجاع الصامت وتشمل:

مثبطات مضخة البروتون مثل ديكسلانسوبرازول، وإيسوميبرازول، ولانسوبرازول، وأوميبرازول، ورابيبرازول.
حاصرات H2 مثل فاموتيدين، أو ننيزاتيدين لتقليل حمض المعدة.
سوكرالفات للمساعدة في حماية الأغشية المخاطية المصابة.

اقرأ المزيد عن: علاج ارتجاع المريء نهائيا

علاج ارتجاع المريء الصامت الجراحي

تُعتبر الجراحة الخيار الأخير لعلاج ارتجاع المريء الصامت، وأحد أكثر العمليات شيوعًا هي عملية تثنية قاع نيسن (Nissen Fundoplication). في هذه العملية، يقوم الجراح بلف جزء من المعدة حول العضلة العاصرة السفلية للمريء وتثبيتها، وذلك بهدف تعزيز وظيفة الصمام ومنع ارتجاع الحمض إلى المريء.

مدة علاج ارتجاع المريء الصامت

تختلف مدة علاج ارتجاع المريء الصامت من شخص لآخر وتعتمد على عدة عوامل، منها شدة الحالة واستجابة المريض للعلاج. في العادة، يمكن أن يستمر العلاج لبضعة أسابيع إلى عدة أشهر.

ما هي مضاعفات ارتجاع المريء الصامت وأعراضه؟

قد يسبب الإهمال في علاج ارتجاع المريء إلى حدوث مضاعفات الارتجاع الصامت وتشمل:

تلف في الأحبال الصوتية.
التهاب الحلق والفم.
سعال مزمن.
تكرار الإصابة بالالتهاب الرئوي.
التهاب مزمن في الحنجرة.
سرطان الحنجرة.

هل يمكن الوقاية من ارتجاع المريء الصامت؟

يمكن أن يساعد اتباع هذه النصائح في تخفيف أعراض ارتجاع المريء الصامت، وكذلك الوقاية من تطور مضاعفات ارتجاع المريء الصامت:

تجنب الأطعمة المسببة للارتجاع
الحفاظ على وزن صحي
الإقلاع عن التدخين
تجنب تناول الطعام قبل النوم
رفع الرأس والصدر أثناء النوم